في المسرح السينمائي الأكبر بقارة أوروبا "Le Grand Rex"، وأمام ما يزيد عن 2500 حاضر، أُقيم حدثُ "Konoha Experience"، الذي تضمّن فقراتٍ عديدة، كان أهمها المُقابلةُ مع ماساشي كيشيموتو، وميكيو إيكيموتو، وهي ما سأنقلها إليكم في هذه المقالة...
● السؤال: هل استمتعنُما بالإقامة في فرنسا؟
- كيشيموتو: لقد استمتعتُ حقًا، بعد وصولي لفرنسا، شاهدت معالم باريس السياحية، وشربتُ شرابًا فاخرًا، وتناولت الأطعمة الفرنسية اللذيذة، كانت أشبه بإجازةٍ مثالية.
- إيكيموتو: أكُل كثيرًا كل يوم، أشعر بالقلق لأنني أعتقد أنني اكتسبتُ وزنًا إضافيًا.
● السؤال: كان السيد إيكيموتو مُساعدًا لك منذ بداية تسلسل ناروتو، عملتما معًا لسنوات، كيف تغيرت طبيعة العمل في بوروتو؟
- كيشيموتو: بين ناروتو وبوروتو، تختلف آلية عملنا، ففي ناروتو، كُنت كاتبًا للقصة ورسامًا، بينما كان إيكيموتو -الذي كان مُساعدي حينها- يرسم الخلفيات ونُسخ الظل، في بوروتو هو من يكتُب القصة تقريبًا ويرسم بالطبع، إنها مانجاه الآن، هذا هو الفرق.
● السؤال: عند العمل على سلسلةٍ كـ ناروتو سابقًا وبوروتو حاليًا، ما الذي تحب رسمه ومالذي تكرهه؟
- كيشيموتو: أحب رسم الخلفيات والمناظر الطبيعية، والحيوانات اليابانية، أما بالنسبة لما لا أجيده، فهو رسم الشخصيات الأنثوية، أنا أكافح لفعل ذلك.
- إيكيموتو: على عكس كيشيموتو-سينسي، أعتقد أنني أُبلي بلاءًا حسنًا في رسم الشخصيات الأنثوية، لكنني لا أحب رسم نسخ الظل.
- كيشيموتو: أعتقد أن عدم حُبك لرسم نسخ الظل لأنني جعلتك ترسم الكثير منها، أذكر مشهدًا جعلتك ترسم فيه حوالي 1200 نسخة، لذلك لستُ مُتفاجئًا.
بعد هذا السؤال كانت هناك استراحةٌ قصيرة رسم فيها كيشيموتو أوزوماكي ناروتو -يغمز كعادته- بينما رسم إيكيموتو بوروتو.
● السؤال: أنا على يقين بأنك تعلم ذلك، لكن في فرنسا، يعدُّ ناروتو أحد أشهر أبطال المانجا والخيال على مدى أجيال، ما رأيك في شعبية ناروتو الدائمة حتى مع انتهاءه منذ زمن؟
- كيشيموتو: أنا سعيدٌ حقًا، لأنه حتى بعد مضي عشر سنواتٍ على انتهاء العمل، فإنَّ رؤيتك شخصيًا وكل هؤلاء المُجبين الحاضرين، فضلًا عن ردود فعلهم الدافئة، أثرت فيَّ حقًا، عندما رأيت كل ذلك على خشبة المسرح، كدت أن أبكي، لكنني استطعت تمالُك نفسي، أكرر امتناني حقًا.
● السؤال: باعتبار ناروتو واحدةً من أشهر قصص الشينوبي الموجودة، هل كانت هناك لحظةٌ تأثرت فيها بمدى شعبيتها؟
- كيشيموتو: في البداية، لم أعتقد أن السلسلة ستستمر لفترةٍ طويلةٍ أو أنها ستحقق النجاح الباهر الذي حققته في أماكن مختلفةٍ مثل فرنسا، حيثُ أرى أنَّ ناروتو يحظى بشعبيةٍ جارفة، ولكن صحيحٌ أن هناك أوقاتً لا تسير فيها الأمور على ما يرام، وهو ما جعلني أعي ضرورة ألا أكون في غاية الابتهاج أو الحزن، في الواقع، بفضل هذه السلسلة، تعلمت أنني بحاجةٍ للحفاظ على ذهنٍ ثابتٍ وعواطف مُستقرةٍ ومُتزنة، ومازلت أعيش بطريقةٍ صحية مع استمرار صعود وهبوط السلسلة.
● السؤال: عند إنشاءه لناروتو، تأثر كيشيموتو-سينسي بأفلام الفنون القتالية الصينية، خاصة أفلام الكونغ فو، بالنسبة لك في بوروتو، ماهو مصدر إلهامك؟
- إيكيموتو: حينما كُنتُ طفلًا، شاهدتُ العديد من أفلام الكونغ فو، وعندما كبرت، قلَّ اهتمامي بها، ولكن عند مشاهدتي لأفلام "MATRIX" المُتأثرة بأفلام الكونغ فو وجاكي تشان، اشتعلت رغبتي في مشاهدة أفلام الكونغ فو من جديد، لذلك كان "MATRIX" ما أعادني لهذا النوع من الأفلام.
● السؤال: أحد أهم العناصر التي تميز بوروتو هي تصميم الشخصيات والطبقة التي ينتمون لها، كيف يمكنك التوفيق بين أساليب القتال الرائعة والتطور المستمر للأزياء؟
- إيكيموتو: غالبًا ما أسمع عن مدى تفصيل أسلوبي وحتى مدى صعوبة رسمي للتفاصيل البسيطة، ولكن لأكون صادقُا، لا يبدو الأمر دومًا بتلك الصعوبة، كما أن بساطة التصميم لا تعني سهولة رسمه، صحيحٌ أنه يستغرق وقتًا أطول لإضافة التفاصيل، لكن هذا يهمني كدافعٍ للرسم، لطالما كانت تصاميم الشخصيات المعقدة حافزًا لي أثناء رسم السلسلة، لذا لا أستطيع القول بأن رسم هذا النوع من التفاصيل أمرٌ صعب، إلى جانب ذلك، عندما أقوم بتصميم شخصية، أفكر أولًا في تخيل الشخصية وتفكيرها ثم أفكر في ما يمكنها ارتداؤه، لأن الملابس بالنسبة لي تعكس مُرتديها وحالته الذهنية، إن كان الشخص لا يميل إلى الاهتمام كثيرًا بالأزياء، فسينعكس ذلك على ما سيرتديه.
● السؤال: في بوروتو، يبدو الأشرار مُجرَّدين من إنسانيتهم، كما أننا لا نعرف الكثير عن ماضيهم، على عكس ناروتو، هل يممكنك إخبارنا عن تفكيرك عندما يتعلق الأمر بابتكار عدو في بوروتو؟
- إيكيموتو: كان للأشرار في ناروتو اعتقدهم الخاص وهدفٌ بؤمنون به أثناء قتالهم، كان كيشيموتو-سينسي قادرًا على تحقيق نظرته من خلال إنشاء خصوم استكشف ماضيهم وأصولهم بعمق، يمكنك القول أنه استنفذ جميع الأساليب المُحتملة في هذا السياق، لذلك تساءلتُ عما إذا كان من المثير للإهتمام إدخال أعداء مختلفين في بوروتو، لن يكون إدخال أعداءٍ ينتمون لناروتو مُصيرًا للإهتمام، أردتُ إنشاء أعداء يصعُب فهمهم ويتجاوزون مرحلة اللاعقلانية، من أجل إحداث فارق بين أعداء ناروتو وبوروتو.
- كيشيموتو: أعتقد أنني أخذتُ أفضل الأفكار الممكنة في ناروتو، وهو ما صعَّب على إيكيموتو مأمورية إنشاء أعداء لا يشبهون أعداء ناروتو ولديهم مميزاتهم، لذلك أنا بجانبه على الدوام .
● السؤال: بين زمن تسلسل ناروتو وبوروتو، هل تغيرت متطلبات الشونين ومواصفاته؟ هل تطورت عن ذي قبل، وهل تختلف التطلعات في 2024 تجاه مانجا الشونين عما كانت عليه في بداية تسلسل ناروتو؟
- كيشيموتو: فيما يتعلق بالشونين، أعتقد أن جوهر ما يجعل المانجا شونين جيدًا لم يتغير، بطبيعة الحال، تلعب العديد من الجوانب المهمة دورًا في ذلك، مثل القصة والحركة وما نحو ذلك، ولكن ماهو أهم بالنسبة للكاتب هو نقل مشاعره وتجاربه بصدقٍ من خلال شخصيات قصته، كما يجب أن تعكس الشخصية تلك المشاعر؛ عليك تخيُّل ذلك كما لو كان حقيقة، في نظري هذا هو النهج اللازم لكتابة شونين جيد.
- إيكيموتو: أتفق تمام الإتفاق مع كيشيموتو-سينسي، أود أن أضيف شيئًا بشأن مانجا الشونين، أنت تقاتل أعداء، وفي هذا النوع من المواقف تحديدًا، من المهم أن يكون العدو صاحب شخصيةٍ ذات حضورٍ وروعةٍ كالشخصية الرئيسية، إنه أمرٌ ضروريٌ في رأيي.
● السؤال: بالحديث عن الأعداء، من أكثر الصفات التي نحبها في بطلنا ناروتو قدرته على التأثير في أعداءه مهما أذوه ومهما كانوا أشرارًا، على الرغم من التركيز على القتالات، يبدو أن هذا العمل يحمل في جوهره اعتقادًا بأنه بغض النظر عن شرهم والضرر الذي يُحدثونه، فإنَّ الأشرار ببساطة لا يولدون أشرارًا، هل توافق هذا الكلام؟
- كيشيموتو: أؤمن بأننا جميعًا طيبون في أعماقنا، كلنا ولدنا صالحين، لكن تأثير البيئة التي نعيش فيها والمواقف التي نواجهها وعلاقاتنا بغيرنا، من الممكن أن يدفعنا نحو الشر ويُفقِدنا الخير، وفي النهاية، عندما يلتقي الطفل بالكبار القادرين على توجيهه، يمكننا معرفة الطريق الذي سيسلكه خيرًا كان أم شرًا، علاوةً على ذلك، ماهو الشر؟ يعتبر البعضُ الشرَّ خيرًا، وهذا ما يزيد تعقيد تعريفنا للشر والخير، في رأيي، إن الأمر الرئيسي يكمن في العلاقات مع الكبار، والتفاعلات التي تنتج من التعامل معهم.
في ناروتو، صحيحٌ أنه كانت هناك العديد من العلاقات بين المعلم والتلميذ من خلال المرشدين أمثال جيرايا وكاكاشي وأوروتشيمارو، أما فيما يتعلق بما إذا كان هذه العلاقات طيبةً أم شريرة، سأترك الحكم في هذا لقُرَّائي.
● السؤال: في بداية ناروتو، تم التركيز على الجدارة والجهد المبذول، خاصةً من شخصياتٍ مثل روك لي أو غاي، أو حتى ناروتو، مع ذلك نكتشف لاحقًا أن ناروتو ابن الهوكاغي الرابع، ألم تفكر أبدًا في إعطاء ناروتو خلفيةً عادية بدلًا من ولادته كطفل النبوءة؟
- كيشيموتو: هذا سؤالٌ صعبٌ للغاية، وهو مهم ويُصيب جوهر عمل ناروتو، عليك أن تعرف أنني عندما أكتبُ ناروتو، فأنا أنقل مشاعري إلى الشخصية، عندما ظهرتُ للمرة الأولى، كنتُ مثل ناروتو تقريبًا، مجردُ فتًى ريفي يسعى لتكوين صداقات، لكن لم يعطني أحدٌ فرصةً لهذا، أخذت تلك المشاعر التي شكَّلت طفولتي وعهدت بها إلى ناروتو، من خلال القيام بذلك واستمراري في العمل على ناروتو، بدأت تدريجيًا في الحصول على اعتراف الناس من جميع أنحاء العالم، وتغيرت حالتي، لذلك سألتُ نفسي حينها، هل لا زلتُ قادرًا على كتابة ناروتو أم لا؟
بينما كنتُ أواجه تلك المعضلة، اعتقدت أن حلها ممكنٌ مع روابط الدم، كان التغيير ضروريًا، أعطيتُ ناروتو أهميةً أكبر فيما يتعلق بنسبه حتى يتوافق بشكلٍ أفضل مع وضعي الجديد، وأستمر في التعبير عن نفسي من خلاله.
توضيح لإجابة كيشيموتو في السؤال السابق: يتحدث كيشيموتو هنا عن أن ما مر به في حياته من صعودٍ نحو القمة انعكس على بطله ناروتو، من طفلٍ منبوذٍ تم التكتُّم على سلالته في القرية، إلى طفل النبوءة وتلميذ الناسك وابن الرابع وتجسيد أشورا، وختامًا مع غدوِّه الهوكاجي السابع للقرية المخفية في ورق الشجر.
● السؤال: السؤال موجه لكليكما، في قصة ناروتو وبوروتو، هل هناك لحظةٌ سببت لكما مشكلةً في بناء القصة أو العكس؟
- كيشيموتو: أصعب شيءٍ بالنسبة لي كان آرك باين، في الواقع، يمكن تفسير منطق باين على أنه خيِّر وصالح، ويمكنك تفسير منطق ناروتو بذات المنظور، من هذا المنطلق، واجهت صعوبةً في ترجيح كفَّةٍ على أخرى، كانت تلك فترةً صعبة حقًا بالنسبة لي.
ومن ناحية أخرى، فإنَّ أكثر مشهدٍ سرَّني في القصة وأشعرني بالفخر كان مشهد الختام بين ناروتو وساسكي.
- إيكيموتو: بالنسبة لبوروتو، علي الاعتراف بصعوبة كل شيء، فعلى عكس ناروتو، امتلك بوروتو كل شيءٍ منذ البداية، كما أنَّ قيمة والده كهوكاغي ليست واضحةً له، لكنه لا يهدف لأن يغدو هوكاغي، لم يبدأ القصة بهدفٍ واضح كما فعل ناروتو.
أستطيع تفهم كيف أن بدايته كبطل مانجا لم تكن مثيرةً للإهتمام عند النظر إليها بشكلٍ موضوعي، لذلك السبب أتى كاواكي الذي يناقضه في كل شيء، إنَّ كاواكي هو القوة الدافعة التي تدفع القصة إلى الأمام.
في وقتٍ سابق، أردت إيضاح أنَّه في الجزء الأول من القصة، كان كاواكي بطل الرواية، والآن بعد انعكاس الأدوار، أعتقد أنني نجحتُ في ما أردتُ فعله، لذلك أنا فخورٌ حقًا.
● السؤال: كيشيموتو-سينسي، إنَّ لمُعجبيك القدامى حول العالم أطفالٌ الآن، أصبح ناروتو الآن مرجعًا ثقافيًا، واستشهد به Michel B Jordan كمصدر إلهامٍ له في فلم Creed lll، لقد أصبحت هوكاجي المانجا، ما الذي يدفعك للإستمرار الآن؟
- كيشيموتو: سؤالٌ صعب، أعتقد أنه من المهم أن تملك أهدافًا حتى بعد انتهاء العمل، ومع ذلك، فإن ما يهمني اليوم هو أن أقضي وقتًا كافيًا مع عائلتي، أود أيضًا الحصول على لقاءاتٍ أخرى مع المعجبين كهذا اللقاء، بذلك سأتمكن من استجماع الدافع والطاقة لبدء مشروعٍ جديد.
● السؤال: إيكيموتو-سينسي، أنت تعمل الآن على بوروتو، ولكن هل لديك أية أحلامٍ أخرى تسعى لها؟
- إيكيموتو: أدرك أن بوروتو بدأ كتكملةٍ لناروتو، يتمتع ناروتو بحضور ضخمٍ وشعبية جارفة بحيثُ تصعُبُ منافسته، ومع ذلك، تمكن بوروتو اليوم من أن يصبح شخصيةً رئيسية في حد ذاته، لكن هل سيستطيع الوصول لمستوى والده؟ أو أن يتجاوزه يومًا ما؟ المستقبل غامضٌ للغاية، ولكن ما أعرفه أن هذا يعتمد عليكم كقراء.
-نهــاية المُــقابلة-
إرسال تعليق