• السؤال: ما التحدي الأكبر الذي واجهك أثناء كتابتك لناروتو؟
- كيشيموتو: كان الأمر مُتطلبًا ومُرهقًا للغاية، لم أمتلك اللياقة الكافية للحفاظ على مستوى جيدٍ طول الوقت، مررتُ بفتراتٍ صعبةٍ كذلك، حيثُ واصلتُ طرح أسئلةٍ تصعُب الإجابة عليها (خصوصًا معضلة آرك باين).
• السؤال: هل واجهتم أيَّ تحدياتٍ في صناعة بوروتو معًا؟
- كيشيموتو: اختلفتُ اختلافًا كبيرًا مع إيكيموتو-سان حول مصير إحدى الشخصيات، لكن الأمر انتهى بإقناعه لي، كان مُصرًّا حقًا، ومع ذلك، لا أستطيع الكشف عن هوية هذه الشخصية؛ كي لا تنكشف بقية القصة.
- إيكيموتو: عندما تعمل على تسلسلٍ طويل، عليك التطوُّر مع الوقت، والتكيُّف بمرونةٍ مع العصر، وماهو أهم دون شك فيما يتعلق بالتسلسل الطويل، فالأمور لا تسير دائمًا كما هو مُخططٌ لها، غالبًا مايتم إجراء تغييراتٍ صغيرةٍ من البداية، ولكن شيئًا فشيئًا، تتطور القصة في اتجاهٍ مُختلفٍ عن مُخطط كيشيموتو-سينسي، ويمكن أن نُرجِع هذا لأسبابٍ عديدة، ولعلَّ أهمها أنني كنت في حاجةٍ لإنشاء موازنةٍ بين طابع الشونين والسينين.
بمُجرَّد إضافة إيدا ودايمون، جدَّدنا دور كاشين كوجي، وتبع ذلك فرار أمادو لكونوها، فضلًا عن ذلك، كان يجب أن يموتَ كودُ منذ وقتٍ طويل، ولأكون صادقًا، فقد أُنقذت حياة شخصية أكثر أهميةً بكثير، وهو ماجعلنا الآن بعيدين إلى حدٍّ ما عن الأصل، أعتقد أنَّ التحدّي الأكبر الآن في بوروتو هو الاستمرار في التعامل مع التغيُّرات المُتعاقبة، خصوصًا مع الصلاحيات التي منحها لي كيشيموتو-سينسي.
السؤال: بصفتك مؤلف ناروتو، ما رأيك في التحول من الإشراف على بوروتو إلى كتابة السيناريو؟
- كيشيموتو: فيما يتعلّق ببوروتو، لا أشعر بقلقٍ لأنني كتبتُ النقاط الرئيسية سلفًا في مسودة القصة، والتي تعمل كنموذجٍ رئيسي حتى نهاية التسلسل، وقد سلمتُها بالفعل لإيكيموتو-سان، إن وُجِدَ ما ينبغي تعديله، فإننا نناقشه سويًا ونصل لاتفاقٍ بخصوصه ونمضي قُدُمًا، لذلك لا مشكلة بهذا الشأن، في الأساس يقوم إيكيموتو-سان بإنشاء مسودة الفصل بحواراتها كل شهر بأفكار وتطوير شخصياتٍ قد تتجاوز مسودة قصتي، وعلى الرغم من انني أتحقق من مسودته كل شهر، إلا أنني لا أملك الكثير لأقوله في كل مرة إلا نادرًا، لأنني أثق به تمام الثقة، وقد ساعدني لسنواتٍ في طاقم عمل ناروتو، لذلك أنا على درايةٍ بروعة رسوماته وسرده القصصي، ولأصدقك القول لم أكن لأستمر لو لم يوافق إيكيموتو-سان على تولّي المهمة.
• السؤال: أشعرتَ برغبةٍ في تطوير شخصيةٍ من قصة ناروتو بشكلٍ أفضل؟
- كيشيموتو: نعم، كُنت أودُّ أن أتعمّق أكثر في شخصية هارونو ساكرا، إنها الوحيدة التي لم يتم تسليط الضوء على والديها في الواقع، كان يجب أن أتحدثَ عنهما في وقتٍ سابق من القصة، لكنني أضعتُ تلك الفرصة، وأصبح الأمر أكثر تعقيدًا مع تقدم الأحداث، حيث لا يمكنني فعل ذلك في مُنتصف القصة أو نهايتها، في الفلم عرّجتُ قليلًا على عائلتها، لكنني كُنتُ أرغبُ في كتابة مشهدٍ يتمحور حول عائلتها في القصة الأصلية (المانجا).
• السؤال: يبدو أنَّ الموضة هي عاملٌ أساسي في تصميم شخصيات بوروتو، ماهو مصدر إلهامك؟
- إيكيموتو: عند تصور شخصيةٍ ما، يجب أن ينعكس مزاجها وتفكيرها وذوقها على ما ترتديه، أولًا عليك معرفة طبيعة الشخصية ومدى اهتمامها بمظهرها وعملها، فحتى لو لم تكن واعيًا بذلك، فإنَّ الثياب هي نتيجة عوامل نفسيةٍ في العمل، فضلًا عن ذلك، فمن المُحتمل أن تكون هناك صيحةٌ معينة في إحدى القرى...
فمثلًا، يُقاتل بوروتو حاليًا وهو يحمل ثقل مهمته العسيرة على كتفيه، ومع ذلك، فهو يولي اهتمامًا كبيرًا للتصرف مثل ساسكي وأن يمتلك ذاتَ حضوره ومظهره، هذه طريقته في فعل الأشياء، كما أنها طريقته في تقدير مُعلمه (ارتداءه لرداءه)، كما أنه يتمتع بقدرٍ كبيرٍ من احترام الذات، نظرًا لنشأته في بيئةٍ مميزة مُحاطًا بحُبِّ الأصدقاء والعائلة، وعلى عكسه تماماً، فلا يملك كاواكي ذلك التقدير لذاته، ولا يبالي بالملابس التي يرتديها منذ أن كان مع كارا، ويرتدي اليوم ماتشتريه له إيدا دون أن يفكر فيه حتى، فإذا تمزّق كمه، تركه كما هو، ومن ناحية سارادا، فهي ترتدي الآن سترةً كبيرة مكشوفة الكتف، ذلك لأنها نوعٌ رجالي يحبه بوروتو ويرتديه، لذلك مع شعورها بالكثير من المشاعر مع استمرار غيابه، اشترت سارادا هذه السترة بعد مغادرة بوروتو للقرية، كما ترون...تصميم الشخصية والأزياء عنصران مُتلازمان بالنسبة لي.
• السؤال: ما رأيك في تطور بوروتو كشخصيةٍ مقارنةً بوالده ناروتو؟
- إيكيموتو: ناروتو هو الفتى الذي بدأ من اللاشيء، وحصل في النهاية على كل شيء، من ناحيةٍ أخرى، بوروتو فهو الفتى الذي بدأ مُمتلكًا لكلِّ شيء، وسيخسر كل ما يملك، وسيكون عليه التعامل مع هذا الوضع، لذلك فإنَّ بوروتو لديه جانبٌ من ساسكي (فقدان كل شيء) وسيتصرّف كوالده ناروتو (يفعل كل ما يلزم للحصول على ما يُريد).
• السؤال: ما هي أوجه التشابه والاختلاف بين علاقة ناروتو بساسكي، وبوروتو بكاواكي؟
- كيشيموتو: في الواقع، ناروتو وساسكي متشابهان للغاية، يملكُ كلاهما جانبًا مُغامرًا، وقد فقد الاثنان شيئًا مهمًا كذلك، يعرفان معاناة الوحدة، لذلك هما مُتشابهان في جوهرهما حتى لو تشاجرا، أما بوروتو وكاواكي، فإنهما مُتعاكسان تمامًا في كلِّ شيء، لدينا بوروتو الذي لا يُدرك مدى حظه، على الرغم من امتلاكه لكل شيء، وعلى الجانب الآخر كاواكي الذي فقد كل شيءٍ ولا يعي قيمته، صحيحٌ أنهما مُتنافسان كذلك، لكن علاقتهما تختلف اختلافً جذريًا عن علاقة ناروتو وساسكي.
- إيكيموتو: في علاقة ناروتو وساسكي، بوروتو وكاواكي، كل واحدٍ منهم يقاتل الآخر ليثبت نفسه ومع ذلك، فإن تنافسهم مُختلفٌ تمامًا، في ناروتو، يكون بطل الرواية في مواجهةٍ مستمرة حيث يُعبِّر عما يشعر به وينقله إلى ساسكي، ومن خلال ذلك يتطور كبطل القصة، في بوروتو، فإنَّ كاواكي في موقف الشخص الذي يُظهر ارتباطًا قويًا بالشخصية الرئيسية (بوروتو)، أما بوروتو، فبعد أن غدا شابًا، فقد أظهر تطوره بالكامل منذ البداية، إنه نبيهٌ وذو بصيرةٍ نافذةٍ وحكيم، بالمقارنة مع كاواكي، فإن ثقل ما يحمله على عاتقه مُختلف، وهو ما سيُظهر تطور كاواكي كشخصية قريبًا.
• السؤال: ما هي خطوات إنشاء شخصية؟
- إيكيموتو: أولًا وقبل كل شيء، لدينا دور الشخصية، والفرضية الأساسية التي تستدعي إنشاءها بناءًا على الإحتياجات، بعد ذلك، ومن ثم أتأكد من منحها جانبًا غير متوقع، ففي حالة إيدا مثلًا، تملك ما يخولها أن تسيطر على العالم، إلا أنها تعطي الأولوية للحب ولديها جانبٌ ساذجٌ للغاية، أيضًا شخصية هيداري، الذي يُظهر تقنياتٍ تُذكرنا بساسكي بشكلٍ مستمر من ناحية، ومن ناحية أخرى، يظهر أنه لا يشبه ساسكي مطلقًا.
• السؤال: ما هو حيوانك المُفضل في السلسلة؟
- كيشيموتو: غامابونتا (ضفدع الإستدعاء)
- إيكيموتو: ضفدع كاشين كوجي لأنه أداة نينجا علمية، أو رُبَّما ثعبان ميتسكي.
• السؤال: نصيحتك للمانجاكا الشباب؟
- كيشيموتو: رسم المانجا ليس محض لعبة ممتعة، رغم ذلك أو منهم أن يستمتعوا عند صناعة المانجا، أريدهم أن يرسموا ما يجدونه ممتعًا، لأ الشخص الذي يبذل مجهودًا فقط، لا يمكنه التغلب على شخصٍ يستمتع بما يفعل، أنصحهم كذلك بالاهتمام بصحتكم البدنية، فمواكبة وتيرة النشر المتسلسل ليست أمرًا سهلًا، وأعتقد أن أولئك الذين يتمتعون بلياقةٍ جيدة سيسعهم الاستمرار في أعمالهك لفترةٍ أطول.
- إيكيموتو: أريد منهم أن يضعوا ما يحبونه في مانجاتهم، سيشعر بعضهم بالإحراج ولن يستطيع البعض الآخر فعل ذلك، لكن ذلك سيكون عارًا، لأن المعرفة والحماس تجاه ما تُحبه يعتبر سلاحًا مهمًا، عندما تمر بأوقاتٍ عصيبة مثلًا، سيكون هذا بمثابة الحافز لتستمر، في النهاية سيشجعك بعض المعجبين المخلصين وسيدعمونك، بخصوص بوروتو، أقرأ التعليقات أحيانًا، يجد بعض الناس أن ارتداء جميع الشخصيات الأنثوية لكعبٍ عالٍ أمرًا غريبًا رغم كونهنَّ شينوبي، مع ذلك، هذا ذوقي، وهذا ما أحبه، وهو أحد الأشياء التي تحفزني على الاستمرار، فضلًا عن ذلك، إنهُنَّ جيلٌ جديدٌ من الشينوبي، مُحترفاتٌ في التحكم بتشاكراهُن، لذلك لن يمثل ذلك عائقًا لهن، إن القدرة على القيام بهذه النوع من الأشياء يعتبر ميزةً للمانجا…
بالعودة للموضوع، خاصةً أولئك الذين لا يملكون موضوعًا محددًا لمانجاهم، والذين لا يعرفون ما يريدون رسمه، أعتقد أن أسرع طريقةٍ لتحقيق ذلك هي أن تنقل ما تُحب وتتوسع به تدريجيًا، إن كُنتَ لا تحبُّ أي شيء محدد، ابدأ في البحث عنا يعجبك وستجده في النهاية.
————- نهاية المقابلة ————
إرسال تعليق