استضاف برنامج ( Anime Studio Chronicle ) في حلقته الثالثة عشر رئيس أستوديو بييرو " ميتشيوكي هونما "، حيث تحدّث عن مُستقبل صناعة الأنمي الذي يتطلع إليه، وسأنقل لكم في هذا المقال أهم ما جاء على لسانه، قراءةً ممتعة..
- فترة التأسيس وإنضمامه.
استهلّ هونما حديثه عن الأستوديو بالإشارة إلى فترة التأسيس ( 1979 ) التي كانت مليئةً بالحيوية التي ساعدت في الوصول إلى النجاح الذي بلغه الأستوديو حينها، بعد 4 سنوات ( 1983 ) إنضمَّ هونما إلى الأستوديو...
السؤال : كيف كان يبدو لك الأستوديو عندما انضممت له؟
هونمـا: عندما انضممت، كان الأستوديو قد غير المبنى، في ذلك الحين، كان عدد العاملين في الشركة لا يتجاوز 25 شخصًا، و15 آخرون في جانب الإنتاج، كانت شركةً مليئةً بالطاقة والحيوية التي تدفع من بها للقيام بأعمالٍ جديدةٍ بالرغم من كونها فقيرة.
- تأثير أعمال JUMP على أستوديو بييرو.
شكلت أعمال شونين جامب التي عمِل عليها بييرو في أواخر التسعينات وبداية القرن الـ21 ( يويو هاكوشو وبليتش ونـاروتـو ) نقطة تحولٍ كُبرى بالنسبة للأستوديو، حيث تزامنت أنميات شونين جامب التي يُنتجها الأستوديو حينها مع الطلب المُتزايد للأنمي في الخارج، خصوصًا مع إصدار ألعابٍ لهذه الأعمال، وهو ما قاد الأستوديو في النهاية لتحقيق نجاحٍ كبير.
- أزمة 2011، وولادة الرئيس الجديد في العام الموالي.
السؤال: إلى جانب ما ذكرتَه، هل من نقاطِ تحولٍ أخرى؟
هونمـا: سأستشهد بالكارثة التي وقعت في مارس من عام 2011، شعرتُ حينها بأزمةٍ كبيرة، إذ ضرب زلزالٌ شرق اليابان، وفي ذلك الوقت، كانت شركتنا تنتج 4 أعمالٍ في الأسبوع ( كناروتو شيبودن وبليتش )، ولم يكن خط الإنتاج مستقرًا، واعتمادًا على الناقل التلفزيوني، لم يكن هناك بثٌ مجدولٌ بسبب الحادثة، وهو ما جعل الدخل غير مستقر، ولم أستطع دفع رواتب الموظفين تقريبًا، لكن زملائي في الصناعة دعموني، إضافةً إلى الإيرادات بخلاف تكاليف الإنتاج.
منذ ذلك الحين، غدوتُ حذرًا للغاية في إدارة الأزمات، وبفضل تلك التجربة، تمكنتُ من تسجيل أعلى مبيعاتٍ على الإطلاق بفترة جائحة كورونا...
حاليًا في بييرو، يعد تداول الأنميات في الخارج مصدرًا كبيرًا للدخل، والفضل في ذلك يعودُ لسلسلة " ناروتو "
30% من مبيعات الشركة في الوقت الحالي حول العالم خاصة بسلسلة " ناروتو "، هناك أكثر من 700 حلقةٍ في المجموع بين ناروتو كلاسيك وشيبودن، وإذا قمت بتضمين بوروتو: أجيال ناروتو التالية، فسيصل المجموع إلى ما يفوق 1000 حلقة، عندما يتعلق الأمر بسلسلة عملاقةٍ كهذه، سيتغير هيكل الإيرادات دون شك، أنا ممتن للغاية لهذه السلسلة.
بعد عامٍ من زلزال شرق اليابان، أصبح هونما رئيسًا للأستوديو ( 2012 )
- تضاعف المبيعات لما يفوق الضعف بعد انقضاء عقدٍ على شغله للمنصب.
هونما: لن أتباهى بهذا، ولكن أكثر ما كنت أفكر فيه هو المال، كانت صناعة الأنمي فقيرةً لفترةٍ طويلة، الشركة نفسها، والموظفون كذلك، المكافآت شحيحة، وهناك الكثير من العمل الإضافي، شعرتُ بالإحباط، ولكن بصفتي رئيسًا، يجب أن أعيد الأمور إلى نصابها من أجل الموظفين الذين يأتون إلى الصناعة بأحلامهم، ومن يساعدني كذلك، كان ذلك أول شيءٍ فكرت فيه عندما أصبحتُ رئيسًا.
لحسن الحظ، لا يمتلك بييرو أعماله المستمرة فحسب، بل يملك رصيدًا وافرًا من الأعمال المنتهية، بناءًا على ذلك وضعنا هدفًا فحواه أن نحقق أقصى إستفادةٍ ممكنة من هذه الأعمال ومضاعفة مبيعاتنا خلال 10 سنوات، ونجحنا في ذلك.
ليس الأمر أنني كنت ممتازًا كرئيس، بل يعود الفضل في ذلك إلى جودة ما صنعه الموظفون، كل مافعلناه كمدراء كان وجودنا إلى جانب المنصات وحصولنا على المعلومات، وأن نسمح للعملاء من شتى بقاع الأرض بمشاهدة أعمالهم دون أن تفوتهم، أرى أن قوة شركتنا الآن تكمن في وجود موظفين يمكنهم تحقيق الدخل بكفاءةٍ عالية.
- " لا أريد أن أخسر "
هونما: لا زال بييرو يمر بتغييرات، وهي لا تقتصر على الإدارة، بل تصل إلى هيكلية إنتاج الأعمال، في 2010 ومع استمرار إنتاج " ناروتو " و " بليتش "، كانت هناك مجموعةٌ متنوعةٌ من الأعمال الناجحة، وعلى رأسها " طوكيو غول " و " أوسوماتسو - سان " حيث تم إنتاجها في خط متوازيةٍ مع الأعمال المستمرة، ومع بداية هذا العقد، خضع نظام الإنتاج للمزيد من التغييرات.
على سبيل الذكر لا الحصر، بدأ بليتش عام 2004، وانقطع بثه لفترة حتى بدأ " بليتش: حرب الألف سنةٍ الدامية " في عام 2022، الذي تم تقسيمه لأقسام، أعتقد أن أنمي " قاتل الشياطين " شكّل نقطة تحولٍ كبيرةً في صناعة الأنمي، ميزانيةٌ ممتازة مع عملٍ من الطراز العالي في فترةٍ محددةٍ من الزمن تحولت لنجاحٍ باهر، وشاهده عدد كبير من الناس حول العالم بمختلف الأعمار، شعرتُ حقًا أنه كان علي تغيير الطريقة التي نعمل بها، فبالإضافة إلى قاتل الشياطين، أصدرت العديد من الأستوديوهات أعمالًا عالية الجودة تبعث إحساسًا مماثلًا لما يبعثه أنمي قاتل الشياطين.
لا شك أن استمرارعملٍ لفترةٍ طويلةٍ كما فعلنا في بييرو حتى الآن يُعدّ أمرًا رائعًا، لكن من جانبٍ آخر، يُسبِّب هذا النوع من الأعمال خطرًا كبيرًا، حيث ينبغي أخذ الميزانيات العالية التي تحتاجها هذه الأعمال بعين الإعتبار، إضافةً إلى تكاليف التشغيل، أتساءل عمّا إذا كان بوسعي الوقوف في وجه الطريقة الجديدة بإستمراري بالطريقة التقليدية، من المحتمل أن نسقط، لا أريد أن أخسر، أريد أن أكون الرقم 1 مع بييرو، من أجل الوصول لذلك، بدأنا بتطبيق الفكرة الجديدة مع أنمي " بليتش: حربُ الألف سنةٍ الدامية" شاركت الشركة بأكملها في إنتاج الأنمي الجديد.
نجحت محاولة بييرو الجديدة، وتم بثُّ " بليتش: حربُ الألف سنةٍ الدامية " بقسميه الأول والثاني في 2022 و2023، وكانت ردود الفعل جيدة، نظرًا لجودته العالية، وأظهر هونما ثقةً عاليةً بأعمال الأستوديو المستقبلية.
هونما: تلقى " بليتش: حربُ الألف سنةٍ الدامية " رد فعلٍ واسعًا في الخارج، أُعامَلُ كبطل عندما أذهب لأي حدثٍ في الخارج ( يضحك )، يعود الفضل في ذلك إلى الموظفين، الذين غيروا عقليتهم وأرادوا إنتاج الأعمال، " ياتاغاراسو " الذي يُبثُّ حاليًا هو أحدُ الأعمال التي تتبع نظام الأستوديو الجديد في الإنتاج، لذا يُرجى إلقاء نظرةٍ عليه، هناك العديد من الأعمال المتسلسلة التي تأخذ استراحةً حاليًا، بالرغم من ذلك، تطلعوا إلى المستقبل المشرق في سعينا لإنتاج أنمياتٍ جديدة.
إرسال تعليق
ياريت الخلفية تكون سوداء العين تعبت من القرأءة
ردحذف